الاشراف
الاشراف
الاشراف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاشراف

خاص اشراف سمهود الحسنيين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
هريرة السماهدة الشيخ
المواضيع الأخيرة
» حديث عن عائشه رضى الله عنها
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالخميس مايو 03, 2012 6:24 am من طرف طلال عبده الشريف

» سيد الاخلاق والكرمى
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالسبت نوفمبر 05, 2011 10:43 am من طرف admin

» معلومات تاريخية عن الجدود
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 09, 2011 12:44 pm من طرف admin

» نسب اشراف سمهود
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 09, 2011 12:43 pm من طرف admin

» تكملت الباب الاول لمدارج الاشراف للحسنى المراغى الجرجاوي (الباب الرابع )
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2011 7:42 am من طرف admin

» تكملت الباب الاول لمدارج الاشراف للحسنى المراغى الجرجاوي (الباب الثالث)
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2011 7:41 am من طرف admin

» تكملت الباب الاول من مخطوط مدارج الاشراف( الباب الثانى )
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2011 7:39 am من طرف admin

» من الباب الاول لكتاب مدارج الاشراف للمؤرخ العلامة المراغى الجرجاوى الحسنى (الباب الاول)
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2011 7:37 am من طرف admin

» (معلومات عن ) وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2011 7:22 am من طرف admin

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 31/08/2010
الموقع : www.alashrafe.yoo7.com

سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه   سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه Icon_minitimeالسبت أغسطس 06, 2011 12:09 pm





5 ـ تاريخ عصر الخلفاء الراشدين :


خامس الخلفاء الراشدين
أمير المؤمنين

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
شخصيته وعصره






د . علي محمَّد الصَّلاَّبيِّ






الإهداء

إلى كل مسلم حريص على إعزاز دين الله تعالى ونصرته والدعوة إليه أهدي هذا الكتاب سائلاً المولى عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكون خالصاً لوجهه الكريم .


قال تعالى (( … فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا))
(الكهف ، الآية : 110)) .





بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مْسلِمُون)) (آل عمران ، الآية : 102) .

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباًْ)) (النساء ، الآية : 1) .

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) (الأحزاب ، الآية : 70 ، 71)










يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، ولك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضى .

أما بعد :
هذا الكتاب امتداد لدراسة عهد النبوة والخلافة الراشدة ، لقد صدرت مجموعة من الكتب في هذا الشأن ، وهي : السيرة النبوية ، عرض وقائع وتحليل أحداث ، الانشراح ورفع الضـيق بسيرة أبي بكر الصديق ، وفصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وتيسير الكريم المنان في سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، وأسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، لقد سميت هذا الكتاب ، خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب ، شخصيته وعصره ، ويتحدث هذا الكتاب عن أمير المؤمنين الحسن من مولده حتى استشهاده ، فيبدأ بالحديث عن إسمه ونسبه وكنيته وصفته ولقبه ، وتسمية رسول الله له ، وتأذين رسول الله في أذنيه وحلق شعر رأسه ، وعقيقته ، ومرضعته أم الفضل رضي الله عنها وعن زواجه وزوجاته والروايات التي حولهنَّ ، وبيان حقيقة الروايات التي تزعم بأن الحسن رضي الله عنه كان مزواجاً مطلاقاً ، كما يتحدث الكتاب عن أولاده ، وأخوانه وأخواته ، وأعمامه وعماته ، وأخواله وخالاته ، وعن والدته السيدة فاطمة رضي الله عنها ، عـن مهرها وجهازها وزفافها ، ووليمة عرسها ، ومعيشتها وزهدها وصبرها ، ومحبة رسول الله لها وغيرته عليها وصدق لهجتها وسيادتها في الدنيا والآخرة ، وبين الكتاب العلاقة بين الصديق والسيدة فاطمة ، وميراث النبي صلى الله عليه وسلم . حقيقة علاقة السيدة فاطمة مع أبي بكر رضي الله عنه ، وعن وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها ، وفصل الكتاب مكانة السيد الحسن عند جده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فأشار إلى محبة رسول الله ورحمته بالحسن وملاعبته والدروس المستفادة من هدي النبي في التعامل مع الأطفال ، كتقبيلهم والرأفة والرحمة بالأطفال ومداعبتهم وممازحتهم وأهمية الهدايا والعطايا التي تقدم لهم ، وحسن استقبالهم وتفقد أحوالهم والسؤال عنهم واللعب معهم ، وتكلم الكتاب عن الأحاديث التي أشارت إلى شبه الحسن بن علي رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكون الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وقوله صلى الله عليه وسلم : هما ريحانتاي من الدنيا ، وعن إعلان رسول الله صلى الله عليه وسلم على الملأ عن كون الحسن السيد ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين ، وذكرت الأحاديث التي رواها الحسن بن علي عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونقلت وصف رسول الله ، كما رواه الحسن ، وذكرت ما جاء في فضائله ، كآية التطهير وحديث الكساء ، وناقشت آية التطهير ومناط الاختلاف بين أهل السنة والشيعة في هذه الآية ، وبينت التفسير الصحيح للآية على منهج علماء خير القرون ومن سار على هديهم ، وذكرت آية المباهلة ووفد نصارى نجران وبينت علاقة ذلك بالحسن ، وأشرت إلى أثر التربية الأسرية على الحسن بن علي رضي الله عنه وأثر الواقع الاجتماعي على تربيته . وأفردت مبحثاً مستقلاً عن حياة الحسن في عهد الخلفاء الراشدين ، فتكلمت عن مكانة الحسن في عهد الصديق وأهم الأحداث التي أثرت في ثقافته في عصر أبي بكر وماذا إستفاد من ذلك العهد الزاهر ، وكذلك في عهد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً ، وتحدثت عن استيعاب الحسن للفقه الراشدي في نظام الحكم ومفاهيم الإسلام وعلاقته الحميمة بالخلفاء الراشدين ، وتعرضت لمعركة الجمل وصفين وموقف الحسن منها وتحدثت عن استشهاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ووصية أمير المؤمنين علي للحسن والحسين رضي الله عنهما ، ونهي أمير المؤمنين علي عن المثلة بقاتله ، وخطبة الحسن بعد استشهاد أبيه ، وعن استقبال معاوية رضي الله عنه خبر مقتل علي رضي الله عنه ، وعن بيعة الحسن وشرطه في البيعة وبطلان قضية النص على خلافته ، وإنما اختارته الأمة على وفق نظام الشورى المعروف ، وتكلمت عن مدة خلافة أمير المؤمنين الحسن ومعتقد أهل السنة في خلافته وأثبت بأن خلافته كانت خلافة راشدة حقة لأن مدته في الحكم كانت تتمة لمدة الخلافة الراشدة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مدتها ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً ، فقد روى الترمذي بإسناده إلى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك ، وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال : إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي ، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول في سنة إحدى وأربعين ، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليماً، وبذلك يكون الحسن خامس الخلفاء الراشدين ، وعند الإمام أحمد من حديث سفينة أيضاً بلفظ : الخلافة ثلاثون سنة ثم يكون بعد ذلك الملك ، وعند أبي داود بلفظ : خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتى الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء ، ولم يكن في الثلاثين بعده صلى الله عليه وسلم إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن ، وقد قرر جمع من أهل العلم عند شرحهم لقوله صلى الله عليه وسلم الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ، أن الأشهر التي تولى فيها الحسن بعد موت أبيه كانت داخلة في خلافة النبوة ومكملة لها ، وهذه بعض أقول أهل العلم :
1 ـ قال القاضي عياض : رحمه الله : لم يكن في الثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة ، والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي والمراد في حديث : الخلافة ثلاثون سنة : خلافة النبوة فقد جاء مفسراً في بعض الروايات : خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً .
2 ـ وقال أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية : وكانت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر، وخلافة عمر عشرة سنين ونصفاً وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة وخلافة علي أربعة سنين وتسعة أشهر ، وخلافة الحسن ستة أشهر .
3 ـ وقال ابن كثير : والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طريق سفينة مولى رسول الله قال : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، وإنما كلمت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي .
4 ـ وقال ابن حجر الهيثمي : هو آخر الخلفاء الراشدين بنص جده صلى الله عليه وسلم ، ولي الخلافة بعد مقتل أبيه بمبايعة أهل الكوفة فأقام بها ستة أشهر وأياماً ، خليفة حق وإمام عدل وصدق تحقيقاً لما أخبر به جده الصادق المصدوق بقوله : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، فإن تلك الستة أشهر هي المكملة لتلك الثلاثين ، فهذه بعض أقوال أهل العلم في كون الحسن أحد الخلفاء الراشدين ، فأهل السنة يعتقدون أن خلافة الحسن ، كانت خلافة حقة وأنها جزء مكمل لخلافة النبوة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مدتها ثلاثين سنة .
هذا وقد بينت بأن هناك خطباً نسبت للحسن لا تصلح ، وذكرت أقوال أهل العلم فـي بعض الكتب ، ككتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني ، والذي يعتبر من الكتب التي شوّهت تاريخ صدر الإسلام ، وهذا الكتاب ، كتاب أدب وسمر وغناء ومجون وليس كتاب علم وتاريخ وفقه وله طنين ورنين في آذان أهل الأدب والتاريخ ، وقد نقلت أقوال أهل العلم في الأصفهاني ، وعدم ثقتهم فيه وتضعيفه واتهامه في نقله ، وأثبت بالحجج والبراهين والدراسة العلمية أن هذا الكتاب لا يصلح أساساً كمصدر للعلم أو مرجعاً للبحث في الأدب والتاريخ ، ولقد كان لهذا الكتاب أثر كبير في تشويه تاريخنا ولذلك وجب التحذير منه ، ومن الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل ، كتاب نهج البلاغة ، فهذا الكتاب مطعون في سنده ومتنه فقد جمع بعد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بثلاثة قرون ونصف بلا سند ، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصاً فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج ؟ وأما المتهم بوضع النهج فهو أخوه علي ، وقد بينت أقوال العلماء في نهج البلاغة .
إن كتاب نهج البلاغة يجب الحذر منه في الحديث عن الصحابة ومن أراد الاستفادة منه فعليه أن يعرض المسائل العقائدية والأحكام الشرعية ، وما يتعلق بالصحابة الكرام على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما وافق الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة عند علماء المسلمين ، فلا مانع من الاستئناس به وما خالف فلا يلتفت إليه ، فكتاب الأغاني ونهج البلاغة وغيرها من الكتب الواهية لا يمكن لطالب علم يحترم الحقيقة العلمية والموضوعية والحيادية أن يعتمد عليها في البحث التاريخي الجاد الذي يراد به وجه الله تعالى .
هذا وقد تتبعت أهم صفات الحسن وحياته في المجتمع وأثبتت بأن شخصيته تعتبر شخصية قيادية فذّة وأنه رضي الله عنه اتصف بصفات القائد الرباني ، فمن أهم الصفات التي أشرت إليها بعد نظره ، واستيعابه للأحداث الجارية حوله ، وقدرته على قيادة الجماهير ، وعزيمة قوية في تنفيذ الأهداف المرسومة وقد اتضحت هذه الصفات عند حديثنا عن مشروعه الإصلاحي العظيم بالإضافة إلى بعض الصفات الأخرى . كالعلم بالكتاب والسنة ، والعبادة الخاشعة ، وزهده الكبير في السلطة وأمور الدنيا ، وإنفاقه وكرمه وجوده وسخاؤه الذي لا يميز بين غني وفقير ، أو صغير وكبير ، أو قريب أو بعيد ، فقد كانت نفسه مجبولة على البذل والعطاء والكرم والسخاء في مرضاة الله تعالى ، وكأن هذه الشخصية العظيمة مراد الشاعر :

إني لتُطربني الخـلال كريمة
طرب الغريب بأوبة وتلاقِ
ويهزُّني ذكرُ المروءة والندى
بين الشمائل هِـزةَ المشتاق
فإذا رُزِقتَ خليـقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال ، وذا
علم وذاك مكـارم الأخلاق

ومن صفاته التي تحدثت عنها حلمه ، وتواضعه ، وسيادته وشرحت مفهوم صفة السيادة من خلال سيرة الحسن ، وبأن السيادة لا تكون بالقهر وسفك الدماء ، أو إهدار الأموال والحرمات ، بل السيادة بصيانتها وإزالة البغضاء والشحناء ، فصلحه وحقنه لدماء المسلمين بلغ فيه رضي الله عنه ذروة السيادة .
وعشت مع الحسن في حياته مع المجتمع ، وكيف كان يرد على المعتقدات الفاسدة ؟ ويهتم بقضاء حوائج الناس ، ويغار على نسبه النبوي الشريف ، ومعاملته لمن يسئ إليه ، وحسن خلقه بين الناس ، وبعده عن فضول الكلام ، وتحدثت عن ثناء سادة المجتمع الإسلامي عليه ، وجمعت جملة من أقواله وخطبه ومواعظه وشرحتها لكي نستفيد منها في حياتنا المعاصرة وأفردت مبحثاً عن أهم الشخصيات التي كانت حوله واخترت قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي ، فهو أول ما بايع الحسن وهو من دهاة عصره ، ومن أهم القيادات في جيش الحسن ، وعبيد الله بن عباس بن عبد المطلب فهو من قادة جيوشه وولاة أبيه وقد تعرض في بعض كتب التاريخ للتشويه بالزور والبهتان ولذلك اخترته وبينت حقيقة مواقفه ، ومن الشخصيات التي كانت حول الحسن ويعتبر من مستشاريه الكبار عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقد استشاره الحسن في الصلح مع معاوية ، فشجعه ودفعه إلى ذلك ، فقد رأيت أن أترجم لهذه الشخصيات المهمة ، وهذا ينسجم مع منهجي في الدراسة الذي يهتم بسيرة الحسن وعصره والشخصيات المؤثرة فيه ، ومن خلال دراسة هذه الشخصيات ، يمكننا الوصول إلى بعض معالم روح ذلك العصر .
ووقفت مع صلح الحسن واعتبرته مشروعاً إصلاحياً عظيماً ولذلك قمت بطرحه وفق هذه الرؤية التي وضعها الحسن وقام بتنفيذها ، فذكرت أهم المراحل التي مرّ بها الصلح وماذا حدث في كل مرحلة ، وتأملت في أهم أسباب الصلح ودوافعه ، كرغبة الحسن فيما عند الله ، وحرصه على حقن دماء المسلمين ووحدة الأمة ، وتحقيق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرها من الدوافع والأسباب ، وقد قمت بتوضيح أقوال الحسن التي كانت سبباً ودافعاً له على الصلح والتي تدل على فهمه العميق لمقاصد الشريعة الغراء . وتحدثت عن شروط الصلح التي تمت بين الحسن ومعاوية ، والنتائج التي ترتبت عليه ، وبرهنت بالأدلة التاريخية أن الحسن رضي الله عنه تنازل عن الخلافة لمعاوية من موقف قوة ، وليس كما يزعم بعض المؤرخين . وتظهر عظمة الحسن بن علي من خلال تصرفاته ومواقفه في حياته والتي من أهمها تصوره للمشروع الإصلاحي وقدرته الفذة على التنفيذ ، فكم من الناس يملكون تصورات ونظريات إصلاحية ولكنهم يعجزون على إسقاطها في دنيا الناس .
وقد ناقشت بعض الأكاذيب التاريخية في هذا الكتاب مثل زعم بعض المؤرخين أن الدولة الأموية في عهد معاوية عممت على منابرها شتم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، فأثبتت بالبراهين والأدلة ، والشواهد الصحيحة على بطلان هذه الفرية والتي التقطها بعض كتاب التاريخ دون إخضاعها للنقد والتحليل حتى صارت عند بعض المتأخرين من المسلمات التي لا مجال لمناقشتها وهي دعوة مفتقرة إلى صحة النقل وسلامة السند من الجرح والمتن من الاعتراض ، ومعلوم وزن مثل هذه الدعوى عند المحققين والباحثين الجادين ، علماً بأن التاريخ الصحيح يثبت احترام وتقدير معاوية لأمير المؤمنين على وأهل بيته الأطهار ، كما بينت حقيقة التهم التي ألصقتها بعض كتب التاريخ بمعاوية واتهامه وابنه بدس السم للحسن وأثبت بأن ذلك لا يثبت من حيث السند والمتن معاً ومضيت مع الحسن بعد استقراره في المدينة وبعدما أصبح إمام ألفة الأمة ، وقطب دائرتها وزعيم وحدتها بدون منافس قال الشاعر :
في روض فاطمة نما غصنان لم
لم ينجبهما في النيِّران سواها
فأمير قافلة الجهاد وقطب دائرة
الوئـام والاتحـاد أبنـاها
حسن الذي صان الجماعة بعدما
أمس تفرقها يحـلُّ عـراها
ترك الإمامة ثم أصبح في الديار
إمـام ألفتها وحسن عُلاها

وأشرت إلى صلة الحسن بمعاوية رضي الله عنهما ، بعد الصلح ، والأيام الأخيرة من حياته ووصيته للحسين رضي الله عنهما ، وتفكره في ملكوت الله ، واحتسابه نفسه عند الله ثم استشهاده ودفنه في البقيع بالمدينة رضي الله عنه .
إن سيرة الحسن بن علي رضي الله عنه توضح لنا أهمية امتلاك القائد لرؤية مستقبلية يسير على هداها مستعيناً بالله ، فالحسن ملك الرؤية الإصلاحية والقدرة على التنفيذ ، مع وضوح المراحل ، والأسباب والشروط والنتائج ومعرفة العوائق وكيفية التعامل معها وترك لنا معالم نيرة في فقه الخلاف ، والمصالح والمفاسد ، ومقاصد الشريعة ، والمفاوضات ، والتغلب على أهـواء النفوس وأمراضها ابتغاء ما عند الله ، فالأسر الحاكمة ، والأحزاب الناشطة ، والمؤسسات القائمة ، والحركات الإسلامية والجمعيات الهادفة في عالمنا الإسلامي الكبير فـي أشد الحاجة لفقه مدرسة الحسن في رأب الصدع ،وتوحيد الصف ، وحقن الدماء وجمع الكلمة ، فالحسن خليفة راشد والاقتداء به والإهتمام بفقهه أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قـال : عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .
إن الباحث ليستغرب من ضعف وجود فقه الحسن في ذاكرة الأمة ، كما أنه يتعجب من اختزل فقهه ومشروعه الإصلاحي العظيم في ثقافتنا ، فنهضة الشعوب من عوامل نجاحها الالتفاف إلى ماضيها لخدمة حاضرها واستشراف مستقبلها ، فالتاريخ ـ كما هو معروف ـ ذاكرة الأمة ، ومستودع تجاربها ومعارفها وهو عقلها الظاهر والباطن وخزانة قيمها ومآثرها وأساس شخصيتها الغائرة في القدم والممتدة مع الزمن وله صلى الله عليه وسلم سيرة لمّا تستكشف أعماقها ولخلفائه الراشدين تاريخ حافل عظيم ، ولأمته تاريخ يزهو على تاريخ الأمم والشعوب والدول ، فعلينا أن نستفيد من هذا التاريخ العريق ونستخرج منه الدروس والعبر والمواعظ والسنن ، ونستوعب فقه الحضارات ، ونستلهم من القصص القرآني ، والهدي النبوي والبعد التاريخي ، رؤية شاملة لنهضة أمتنا بما يتلاءم مع حاضرنا كي تقوم بدورها الحضاري المنشود في هداية الناس ، ويتأكد للقرون الباقية من عمر الدنيا أن رسالة الإسلام الخالدة التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم تفن ولن تفنى وإن القرآن الكريم هو كلمة الحق الباقية إلى يوم الدين ، وعلينا أن ننظر بعيوننا في أمورنا قبل أن نحتاج إليها لكي نبكي بها طويلاً .
هذا وقد حرصت بقدر الاستطاعة على تناول شخصية أمير المؤمنين الحسن من جوانبها المتنوعة ، فحياته ، صفحة مشرقة في تاريخ الأمة وهو من الأئمة الذين يتأسى الناس بهديهم وبأقوالهم وأفعالهم في هذه الحياة ، فسيرته من أقوى مصادر الإيمان والعاطفة الإسلامية الصحيحة والفهم السليم لهذا الدين فنتعلم من سيرته ، فقه الخلاف ، والمصالح والمفاسد ومقاصد الشريعة ، والاستعلاء على حظوظ النفوس ، وكيف نعيش مع القرآن الكريم ، ونهتدي بهديه ونقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعمق في قلوبنا فقه القدوم على الله من خلال أقواله وأفعاله وأثر هذه العلوم في حياة الأمة ، ونهوضها وقيامها بدورها الحضاري المنشود ، فلذلك اجتهدت في دراسة شخصيته وعصره حسب وسعي وطاقتي ، غير مدع عصمة ، ولا متبرئ من زلة ، ووجه الله الكريم لا غيره قصدت ، وثوابه أردت ، وهو المسؤول في المعونة عليه ، والانتفاع به إنه طيب الأسماء وسميع الدعاء .
هذا وقد انتهيت من سلسلة تاريخ عصر الخلفاء الراشدين في 21/صفر/1425 الموافق 11/4/2004م الساعة العاشرة إلا ربع ليلاً والفضل لله من قبل ومن بعد وأسأله البركة والقبول ، وأن يكرمنا برفقة النَّبيين والصِّديقين والشهداء والصالحين ، قال تعالى : ((مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (فاطر ، الآية : 2) .
وبهذا الكتاب أضع سلسلة عصر الخلفاء الراشدين بين يدي قارئها ، ولا أدَّعي الكمال فيها ، قال النَّاظم :
وما بها من خطأ ومن خلل
أذنت في إصلاحه لمن فعل
لكن بشرط العلم والإنصاف
فذا وذا من أجمل الأوصاف
والله يهدي سُـبل السـلام
سـبحانه بحبله اعتصـامي
فلله الحمد على ما منَّ به عليَّ أولاً وآخراً ، وأسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذه السلسلة التاريخية لوجهه خالصة ، ولعباده نافعة ، وأن يثيبني على كل حرف كتبته ويجعله في ميزان حسناتي ، وأن يثيب إخواني الذين أعانوني بكافَّة ما يملكون من أجل إتمام هذا الجهد المتواضع ، ونرجو من القارئ الكريم أن لا ينسى العبد الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ورحمته ورضوانه في صالح دعائه ((رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)) (النمل ، الآية : 19) .
وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الفقير إلى عفو ربه ومغفرته
ورحمته ورضوانه
علي محمد محمد الصَّلاَّبيِّ
21/صفر/1425هـ

الاخوة : القراء الكرام

يسر المؤلف أن تصله ملاحظاتكم حول هذا الكتاب وغيره من كتبه من خلال دور النشر ، ويطلب من إخوانه الدعاء في ظهر الغيب بالإخلاص والصواب ، ومواصلة المسيرة في خدمة تاريخ أمتنا .






الفصل الأول

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه منذ ولادته حتى خلافته :

المبحث الأول : اسمه ونسبه وكنيته وصفته وأسرته في عهد النبوة :

أولاً : اسمه ونسبه وكنيته :
هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي القرشي ، المدني الشهيد ، فهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا وهو سيد شباب أهل الجنة ، فهو ابن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبوه أمير المؤمنين علي رصي الله عنه ، وحفيد أم المؤمنين خديجة وخامس الخلفاء الراشدين .

ثانياً : مولده وتسميته ولقبه : وفقه النبي في تسمية المواليد :
ولد رضي الله عنه وأرضاه في رمضان سنة ثلاث من الهجرة النبوية على الصحيح ، وقيل : ولد في شعبان ، وقيل : ولد بعد ذلك قال الليث بن سعد : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي في شهر رمضان من ثلاث ، وولدت الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع ، وقال البرقي أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم : ولد الحسن في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة النبوية ، ومثله قاله ابن سعد في طبقاته ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لما ولد الحسن سميته حرباً فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه ؟ قلنا : حرباً ، قال : لا ، بل هو حسن ، فلما ولد الحسين سميته حرباً ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أروني ابني ما سميتموه ؟ ، قلنا : حرباً قال : بل هو حسين . فلما ولد الثالث سميته حرباً ، فقال : بل هو محسّن ، ثم قال : إني سميتهم بولد هارون : شبر وشبير ومشبّر ، وقد فرح رسول الله بهذا المولود الجديد وسارع الناس بتهنئة الأبوين بهذا السبط المبارك ، وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يسرعون في زف البشرى لأهل المولود الجديد وقد ثبت عن الحسن البصري تهنئة لطيفة يقول فيها : بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت برّه وبلغ أشده ، ونلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سمى الحسن والحسين رضي الله عنهما عدل بهما عن مسميات قبل الإسلام وما تدل عليه أسماؤها من القتال وسفك الدماء فاختار لهما أكرم الأسماء وأجل المعاني ، وقد وصف الحسن رضي الله عنه بالسيد ولقبه بهذا اللقب جده الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ونتعلم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم قيمة مهمة في حياتنا وهي الحرص على اختيار أجمل وأحسن الأسماء لأبنائنا وهذا توجيه للآباء والأمهات على اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي ، فيكون : حسناً ، عذباً على اللسان ، مقبولاً للأسماع ، يحمل معنى شريفاً كريماً ، ووصفاً صادقاً ، خالياً مما دلت عليه الشريعة على تحريمه أو كراهته ، مثل : شوائب التشبه والمعاني الرِّخوة ومعنى هذا أن لا يختار الأب المسلم اسماً إلا وقد قلب النظر في سلامة لفظه ومعناه على علم ووعي وإدراك ، وإن يستشير بصيراً في سلامته ممّا يُحْذَرُ ، فهو أسلم وأحكم ، ومن الجاري قولهم : حق الولد على والده أن يختار له أماً كريمة وأن يسميه اسماً حسناً ، وأن يورثه أدباً حسناً وقد بين العلماء أن للأسماء المشروعة رتب ومنازل وهي مستحبة وجائزة وهي على الترتيب كالآتي :

01 استحباب التسمية بهذين الأسمين : عبد الله وعبد الرحمن وهما أحب الأسماء إلى الله تعالى ، كما ثبت الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأسماء المتضمنة العبودية لله في معانيها وميزة هذه الأسماء ، أنها أصدق تعبير على حقيقة عبودية الإنسان لربه وفقره وذله له ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، حيث قال : إن أحب أسمائكم إلى الله : عبد الله وعبد الرحمن ، وذلك لاشتمالهما على وصف العبودية . وقد خصّها الله في القرآن ، بإضافة العبودية إليهما دون سائر أسمائه الحسنى ، وذلك في قوله تعالى : "وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا" (الجن، آية : 19) وقوله تعالى : "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ" (الفرقان ، آية : 63) ، وجمع بينهما في قوله تعالى : "قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" (الإسراء ، آية : 110) وقد سمّي النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمّه العباس : عبد الله رضي الله عنهما وفي الصحابة رضي الله عنهم نحو ثلاثمائة رجل كل منهم اسمه عبد الله ، وبه سُمي أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة ، عبد الله بن الزبير .

3 ـ التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله : لأنهـم سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق ، وأعمالهم أزكى الأعمال ، فالتسمية بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم وقد أجمع العلماء على جواز التسمية بهم ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث سمى ابنه إبراهيم ، وأفضل أسماء الأنبياء : اسم نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين أجمعين .

4 ـ التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين : وصحابة رسول الله إلى يوم الدين وقد كان لصحابة رسول الله نظر لطيف في ذلك ، فهذا الصحابي ، الزبير بن العوام رضي الله عنه يسمي أولاده ـ وهم تسعة ـ بأسماء بعض شهداء بدر رضي الله عنهم ، وهم : عبد الله ، المنذر ، عروة ، حمزة ، جعفر ، مصعب ، عبيدة وخالد .

5 ـ ثم يأتي من الأسماء ما كان وصفاً صادقاً للإنسان : بشروطه وآدابه واسم المولود يكتسب الصفة الشرعية متى توفرت فيه ، وهذه شروط منه :
أن يكون حسن المبنى والمعنى لغة وشرعاً ، ويخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه إما في لفظه أو معناه أو فيهما كليهما وإن كان جارياً في نظام العربية ، كالتسمي بما معناه التزكية ، أم المذمة أو السبُّ ، بل يسمى بما كان صدقاً وحقاً وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك .
وقد دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية :
1 ـ اتفق المسلمون على أنّه ، يحرم كل اسم معبد لغير الله مثل عبد الرسول ، عبد النبي ، عبد عليِّ ، عبد الحسين ، عبد الأمير ـ يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ـ عبد الصاحب ، فالخلق كلهم مهما علوا فهم عباد خاضعون ذليلون فقراء لله ، والله تعالى هو المستحق وحده للعبادة ، فلا ينبغي التسمية بالتعبيد لغير الله من خلقه .
2 ـ التسمية بالأسماء الأعجمية المولّدة للكافرين الخاصة بهم والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها وقد عظمت الفتنة بها في زماننا ، فيلتقط اسم الكافر من أوربا ، وأمريكا وغيرها ، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان ، ومنها : بطرس ، جرجس ، جورج ، ديانا .. وغيرها . وهذا التقليد للكافرين في التسمِّي بأسمائهم ، إن كان مجرّد هوى وبلادة ذهن ، فهو معصية كبيرة وإثم ، وقد فصل الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه تسمية المولود فمن أراد الزيادة والتوسع فليراجعه .

ثالثاً : تأذين رسول الله في أذن الحسن :
لما ولد الحسن أذن رسول صلى الله عليه وسلم في أذنيه بالصلاة كما روي ذلك عن أبو رافع ، والسر في ذلك وحكمته كما قال الدهلوي : ـ رحمه الله ـ :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alashrafe.yoo7.com
 
سيرة الامام الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة النبى محمد صلى الله علية وسلم
» شخصيات لن ننساهم
» السيره الذاتيه للصديق ابو بكر رضى الله عنه
» في الحلف بغير الله
» كيف وصلت رأس ( الحسين بن على ) رضي الله عنه إلي مصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاشراف :: السيرة الذاتية للحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم :: السيرة الذاتية للحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم-
انتقل الى: